هذا هو تكتيك "حزب الله"

حرب أعصاب... هذا هو تكتيك "حزب الله"

  • حرب أعصاب... هذا هو تكتيك "حزب الله"

اخرى قبل 5 سنة

حرب أعصاب... هذا هو تكتيك "حزب الله"

أعتاد الإسرائيليون، وبالأخص سكان الجليل الأعلى، على تصديق كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهم يعتقدون أنه عندما يهدد ينفذ تهديده.

 

فالسيد هدّد بالردّ ولم يحدّد ساعة الصفر. وهذا ما يقلق الإسرائيليين، الذين يعيشون على أعصابهم ويترقبون هذا الردّ، الذي تفرضه طبيعة المواجهة.

 

لا أحد يدري متى يكون الردّ، وإن كان السائد أنه لن يكون قبل مهرجان حركة "امل"، الذي تقيمه في النبطيه في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر. وهذا ما يدعو الجانب الإسرائيلي إلى أن "ينضبّ".

 

فساعة الصفر لا يعرفها عادة سوى أصحاب القرار العسكري، وهم قلّة، لأن عنصر المفاجأة أساسي في هكذا ظروف، إذ لا أحد يمكنه التكهّن أين ستكون هذه الضربة، على رغم أن نصرالله كان واضحًا عندما قال إن الردّ سيكون في لبنان أو من لبنان، لأن العنصرين اللذين سقطا في سوريا هما لبنانيان، وبالتالي فأنه من الطبيعي أن يأتي الردّ من لبنان وليس من أي مكان آخر، مع الأخذ في الإعتبار الإحتمالات التي ستكون عليه ردّة الفعل الإسرائيلية، وإن كان من المرجّح ألاّ تقوم بأي ردّ، لأنها غير مهيأة لخوض معركة مفتوحة مع "حزب الله"، لمعرفتها المسبقة أن النتائج لن تكون لمصلحتها، في ظروف غير متكافئة.

 

وعلى رغم الضغوطات الدولية للحؤول دون تطورات دراماتيكية فإن ردّ "حزب الله" حتمّي، ولكنه سيكون مدروسًا، بحيث تنحصر العملية في إطار "العين بالعين والسن بالسن"، ومن ضمن معادلة عملية مقابل أخرى، لأن البادىء هو من يتحمّل نتيجة فعلته، وذلك بعدما تأمّن للحزب غطاء شرعي لعملية مشروعة، وهي تدخل في إطار الدفاع عن النفس ووضع تمادي إسرائيل عند حدّه، إذ من غير المنطقي ألاّ يقوم "حزب الله" بردّة فعل مدروسة، من حيث التكتيك وتوقّع النتائج.

 

إنها حرب أعصاب بكل معانيها، وهذا الأمر يجيده "حزب الله"، الذي يعرف تمام المعرفة قواعد اللعبة، من دون أن يشكّل ذلك أي تهديد للإستقرار العام، وهذا ما تحرص عليه قيادة الحزب، التي تعرف جيدًا كيف تدار الأمور وكيف يمكن التحكّم بمسارها ومندرجاتها وخلفياتها ونتائجها.

من الواضح أنه بعد العدوان الإسرائيلي على موقع لـ"حزب الله" في سوريا، بالتزامن مع ظاهرة الطائرات المسيّرة، التي أقتحمت الضاحية الجنوبية، جعل المعنيين، في الداخل والخارج، يتوقعّون الأسوأ، لأن أي دعسة ناقصة قد تفجّر الوضع برمته، وقد تدخل العالم في حرب واسعة وشاملة لن تقتصر تداعياتها على الساحة اللبنانية فقط، بل يمكن أن تتوسّع من خلال دخول الجانب الإيراني على الخطّ، ونقل المعركة من حدودها، بعدما وصلت إسرائيل، من خلال التفجيرات التي أستهدفت تجمعات للحشد الشعبي في العراق، إلى عمق أعماقها وإلى حدودها، وهنا تكمن خطورة الوضع، خصوصًا أن التوتر بين واشنطن وطهران بلغ حدوده القصوى، في الحرب غير المباشرة على خط مضيق هرمز وسلامة الملاحة البحرية في الخليج العربي.

 

فهل تنجح الضغوطات، وبالأخص الفرنسية، على تجنّب الكارثة، وهل يبقى ردّ "حزب الله" محصورًا في نطاقه الضيق؟

هذا ما ستكشفه الأيام وما تخبئه التطورات من مفاجآت.

 

 

التعليقات على خبر: حرب أعصاب... هذا هو تكتيك "حزب الله"

حمل التطبيق الأن